الخميس، 21 أبريل 2011

هل أنت من أبنائها ؟؟؟


إن مما يستوقفني كثيرا وأنا أتصفح ديوان هذه الحياة - ما آل إليه حال لغتنا العربية من الوهن والضعف ، وكيف نَكَفَ الناس عنها وعقّها أبناؤها فانصرفوا عنها غيرَ آبهين بها ولا مهتمين .
فبعد أن كانت ميدانَ تسابُقِ الأدباء ، ومُتنزَهاً يستجم فيه العلماء ، أصبحت متحفاً لا يرتاده إلا بعض الهواة ، وأطلالاً لا يقف عليها إلا المحبون .
هذا ما تحدثني به نفسي وأنا أتجرع تلك الغصص المريرة ، ولكن ما هي إلا هنيهة حتى أعود إلى نفسي موبخاً ومقرِّعا على تلك النظرة المتشائمة والموقف الضعيف ؛ فما زالت لغتنا فتيةً قوية - وخليق بلغةٍ حَوتِ القرآن ببلاغته أن تبقى كذلك - ولكنها كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم على لسانها :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .... فهل سائلوا الغواص عن صدفاتي
لا يعرفها إلا من غاص في أعماقها ، واطّلع على دررها ، فيها من الجمال ما يعجِز اللسان عن وصفه ، دقة عجيبة ، وسعة في عمق ، وجمال في قوة ، وإبداع في شمول ، معادلة غريبة لا يمكن للعقل البشري أن يحلها .
فإذن ليس الخلل في لغتنا، فاللغة هي اللغة بقوتها وجمالها ، ولكن الناس غير الناس ، والحياة غير الحياة ،
فما الناس بالناس الذين عهدتهم .... ولا الدار بالدار التي كنت أعرفُ
تغيرت عقول الناس ، وتبدلت اهتماماتهم ، وأقبلت عليهم الحياة المادية بماديتها التي لا تعرف مكاناً للجمال والإبداع ؛ فانصرف الناس يلهثون وراءها ، تاركين لغتهم وتراثهم .
فما كان من تلك اللغة الشريفة - والحال كذلك - إلا أن ولت مدبرة بكنوزها تبحث عن أبنائها الذين فقدتهم لعلّها أن تجدهم ، فهل أنت من أبنائها ؟     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق